سطيف في العهد الإسلامي

إن التأريخ للمدن في الفترة الإسلامية هو تأريخ للدولة الإسلامية كافة ، إذ أن معظم ما كتب عن الحضارة العربية الإسلامية مرتبط ارتباطا وثيقا بالمدن التي صنعت الحدث أو ارتبطت بهذا التاريخ أو ذاك ، وخاصة في المغرب الإسلامي ، فبناء مدينة عادة ما يرتبط ببناء حاضرة جديدة في صرح هذه الدول

من هذا المنظور ظهرت فكرة برمجة نشاط ثقافي يخلد الحضارة المادية والفكرية لدولتين تعاقبتا على مدينة سطيف فأثرت فيها وتأثرت بها ، مدينة سطيف التي كانت سمعتها تخترق الآفاق في وقت كانت فيه عاصمة لمقاطعة رومانية تسمى موريطانيا السطايفية . وهي اليوم تملك أهم موقع لعصور ما قبل التاريخ ( عين لحنش ) وموقع جميلة المصنف ضمن قائمة التراث العالمي يعود للعصور العتيقة ومعالم ومواقع من الفترة الإسلامية

عرفت مدينة سطيف عدة تحولات إستراتيجية بانتقال موازين القوى من الداخل نجو السواحل او نحو المواقع الجبلية المحصنة طبيعيا ، وهذا الانتقال أملته الظروف السياسية و الاقتصادية والعسكرية ، إذ غالبا ما كانت تعتبر الخزان الذي لا ينضب ، زودت معظم المدن التي أنشئت بمحيطها الجغرافي لتذوب شيئا فشيئا في المدن التي استحدثت ، مثل أشير عاصمة الزيريين والقلعة عاصمة الحماديين ثم بجاية الناصرية

     ومن اجل إبراز أهمية مدينة سطيف يشارك " المتحف الوطني سطيف " بمعرض تاريخي هام يجسد مختلف الجوانب التاريخية والتراثية لمنطقة تملك من المعالم والمواقع التاريخية ما لم يتوفر في غيرها من المدن الجزائرية . وهذا المعرض يحمل عنوان: مدينة سطيف خلال العصر الإسلامي الوسيط بين القرنين الثاني والثامن الهجريين / الثامن والثاني عشر الملاديين

يهدف هذا المعرض إلى :  

 التعريف بالامتداد الحضاري لمدينة سطيف خلال الفترة المذكورة وإبراز أهميتها وعلاقتها بالمدن المكونة         

إثراء قاعة العرض الدائمة للفن الإسلامي بالمنتوج الميداني الذي جسدته الفرقة التقنية المجسدة لهذا العرض