الجزائر النوميدية

يسرنا أن نحيي هذا العمل الجماعي المتمثل في معرض الجزائر النوميدية والذي أقيم في إطار تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007

إيمانا منا بان التاريخ ذاكرة الشعوب ، وشعور منا كذلك بالنقص الكبير الذي تعاني منه المكتبة العربية في مجال التاريخ عامة ، والتاريخ القديم خاصة

نحيي الطاقم العلمي ، التقني والإداري الذي سهر على نشر هذا الكتاب الذي يتناول مجموعة من النصوص التاريخية والدراسات الأثرية التي تغطي جوانب شتى من تاريخ الممالك النوميدية

 فهذا المعرض الذي سيتيح للجزائريين عامة وللإخوة العرب وللأجانب خاصة ، الفرصة للتعرف على جزء كبير وهام من التاريخ الجزائري القديم ، ولأول مرة سيقام في الجزائر معرضا حول تاريخ وحضارة الشعب النوميدي الذي كان السباق في إبراز الهوية الجزائرية وذلك في القرون التي سبقت الاحتلال الروماني لبلادنا

وقد طور أسلافنا النوميديين حضارة بارزة ومتطورة ازدهرت بالتبادلات مع الحضارة المصرية ، الفينيقية ، الإغريقية واللاتينية وخاصة  حضارات البحر الأبيض المتوسط ، فملوك نوميديا ، سيفاقس وماسينيسا خاصة ، كانوا يمثلون القوة التي تحكم الموازين في الصراع الذي دار بين قرطاجة وروما للهيمنة على حوض البحر الأبيض المتوسط الغربي

ان رغبتنا في وضع هذا الكتاب في متناول الجمهور الواسع من متخصصين وهواة التاريخ كانت قوية .فالنصوص القديمة وصفت النوميديين بأنهم شعوب رحالة  لا تملك مدن ولا فلاحة وليس لهم حتى قوانين تسير المجتمع . لكن مختلف الدراسات والحفريات الحديثة والاكتشافات العفوية أظهرت عكس ذلك : إن بلاد النوميديين عامرة بمدن   ( سيرتا ، سيغا ، لماغا ) وقرى ( تيديس ، ميلة ) وبها فلاحة جد متطورة حتى قال ماسينيسا " الأرض لمن يخدمها " ووضعت قوانين تحكم العلاقات بين الملك وشعبه وقبائله وممثليهم الإداريين

يتمثل هذا العمل في جانبين : جانب علمي يحتوي على مقالات وأبحاث علمية وأثرية و جانب علمي بيداغوجي متمثل في معرض يتناول بعض الجوانب المهمة من الحياة اليومية في عهد الممالك النوميدية . إن العمل الذي هو بين أيدينا قد بين أن أسلافنا النوميديين هم عنصرا هاما في تكوين شخصيتنا الوطنية كما ساهموا في حضارة البحر المتوسط القديم وبالتالي في الحضارة الإنسانية