طيب أعراب، مصير من الحبر
Editeur : Alger, capitale de la culture arabe 2007
Date de parution : 2007
Nombre de pages : 203
Langue : Arabe
فليكم هذا المعرض التفاتة للذات الانسانية المغيبة فينا ، وجنوحا للممتلكات الكامنة في الذاكرة الحافلة بالأمجاد وما اكثرها
ان اعمال اعراب هي مهمة لأكثر من سبب لبلادنا ،بحكم قيمتها الفنية طبعا ،ولكن ايضا الارثية.معتبر كاب فن الكاريكاتير الجزائري ،لقد غطي من خلال رسومه وصوره الساخرة المنشورة في اليومية ذات التوزيع الوطني "جمهورية"وهران ،احداث السبعينات ،مرحلة تاريخية قامت خلالها بلادنا ، بعد
من الاستعمار ،بتأميم حقول الغاز و البترول ،وبتنفيذ سياسة جريئة للخروج من حالة التخلف ،وبمواكبة الابداع ،لتتبوأ زعامة بلدان العالم الثالث ودول عدم الانحياز،وتصير مرجعا بالنسبة لبلدان افريقيا التي كانت لا تزال مستعمرة
كان اعرب ،المصور الكاريكاتوري و الرسام ،شاهدا علي هذا التاريخ ، وكان من الممكن ان لا يصل عمله الينا ويختفي الي الابد مثل اصول رسومه الصحفية في "جمهورية"وهران.غير ان المجهود المحقق لإيجاد جزء من رسومه المنشورة ومنحها حياة ثانية طويلة بفضل الرقمنة،اتاح لنا اعادة اكتشاف اعماله وإعطائها المكانة التي تستحقها ضمن تراثنا الثقافي
سينبغي بلا شك مواصلة هذا الجهد الاولي الذي شرع فيه للحفاظ علي اعمال اعراب ،بيد ان ذلك يقودنا ايضا الي التفكير بصون هذا التراث المتمثل في ألصحافة،عندما يضفي عليها الزمن قيمة تاريخية اكيدة يكون من واجبنا ايصالها الي اجيال المستقبل
ان تكريم عمل اعراب هو كذالك تكريم لبشير رزوق الذي اكتشفه وأعطاه فرصته . فقد جعل (هذا الاخير) من "ألجمهورية "اول يومية بالجزائر ونجح في ان يجتذب اليها صحفيين موهوبين وكذا فنانين هم اليوم معروفين عالميا مثل كاتب ياسين ومحمد اسياخم
لقد اشر رحيله عن "الجمهورية" في عام 1978 لنهاية حقبة من تاريخ بلادنا و كذالك في حياته وعمالها.بلغ حينها،كما يمكننا ملاحظته عبر هذه الصفحات،براعة مطلقة في الخط و الحبر الصيني .ومن ثم وضع لنفسه تحد جديد وهو ان يصير رساما كبيرا
لتحقيق ذلك،ومثل العديد من الفنانين في العالم،غادر بلده من اجل المضي الملاقاة الذات،باحثا فيما وراء حدوده الباطنية والظاهرية،ما يمكن ان يغذي به ابداعه.ومن هذا السفر الطويل،عاد الينا،بعد ثلاثين سنة، من عمل بالغ العصرية و مفعم بالجرأة الذي ولو تزود بتأثيرات متخلفة فانه بقي مع ذلك متأثرا في الصميم بأصوله